Archive for the ‘أحجية أبدية’ Category

h1

مالذي يفعله الموتى في هذه اللحظة ؟

فيفري 25, 2012

ميم أكتب لك في هذا المساء الموحش في هذه اللحظة المبللة بالعزاء أكتب لك على صوت باسط عبد الصمد وبكاء النساء وضجيج العجائز وهن يرددن :الله يرحمه مات في زهرة شبابه، أكتب لك و أمك غارقة في غيبوبة البكاء و شقيقتك تُرتب غرفتك تعد لك الشاي الذي تحب وتغني لك “بعدك على بالي ” لم تستوعب أنك بعد عدة ساعات سينشر إسمك في صفحة الوفيات و تسجل لك شهادة وفاة و تصبح ميت بشكل رسمي ,يالله من يصدق كل هذا أخبرني ياميم ؟ أعلم أنك تشعر بي وتقرأني برغم أنه قد مر على خبر وفاتك كما يقولون تسعة ساعات تمامًا و برغم أنك بارد كقطب شمالي في ثلاجة الموتى بالركن المهمل بمستشفى اليمامة، بعد أن أرهقوا قلبك الصغير بالتشريح و أعلم أنك غاضب جدًا لانهم لايفهمون لغتك و يتجاهلون صراخك و أنت تقول :صديق عمري طعن قلبي صديق عمري سرق مني حياتي لما لا تصدقون؟
أخبرني ما أحساسك عندما بادرت اليد الأقرب لك بمقتلك ؟ قلت لك ذات مساء بأن لا أحد يمكننا أن نثق به وبأن من نسميهم أصدقاء هم يحملون جانب عدواني أكثر من أعدائنا،بإمكانهم أن يسلبون منك قلبك ويدمروك بوحشية بحجة “انهم يمونون عليك” لكنك كنت تبتسم و تكتفي بالصمت و كأنك تخبرني بأن الايام ستثبت ذلك و العكس, لأكون على يقين بأن هذا العالم وحشي يعشق الدم و الدمار وصوت الخلاص، تعال ياميم و اصرخ في وجه هذا العالم الملعون ليتوقف عن ساديته و يجعلنا نعيش بسلام أثبت لهذا العالم أن المعجزات تحدث نهض من سباتك القصير يا ميم تعال و أخبر كل من حضر عزائك أنك لم تموت و احرق تابوتك المنتظر، أخبرهم أنك تمثل دور قصير في مسرحية تعتكف على كتابتها الآن ، أخبرهم أن صديقك الغبي لم يقتلك لأنك عارضته في بعض الاراء السخيفة، تعال سنلعب الغميمة مع رفاق الطفولة ونذهب للعم أبو صالح ليحكي لنا حكاية جديده قبل الغروب, سنركض في شوارع اشبيلية حفاة الاقدام و نشتري المثلجات و نسخر من العابرين كما كنا نفعل ، تعال ثمة أحلام كبيرة و مشاريع كثيرة رسمتها أصابعك تنتظر اتمامك لها، تعال وأخبرني مالذي يفعله الموتى في هذه اللحظة ؟ أقصد أنت بالتحديد؟

h1

حجرة صلدة

فيفري 22, 2012

الاَن أريد أن أعود طفلة تركض في أزقة الحي القديم
لا تخاف من غضب الشاحنات و صراخ العابرين,
الاَن استطيع أن استرق الحلوى من دكان مازن
دون أن أشعر بتأنيب ضميري لأرمي بين يديه نقود جمعتها
لأشتري دمية تشبهني لكنها لا تشعر وأصغر مني بكثير,
الاَن استطيع أن أدوس على نملة و لا أبكي
لأنني تسببت في ركلها بعيدًا عن أنياب الحياة المتوحشة,
الاَن استطيع أن اتجاهل شعوري بالحزن و الإختناق
عندما أرى طفل يبيع مياة معدنية أمام طريق الملك عبدالله
و يتسول أحيانا من العابرين,
الاّن أستطيع أن أقتل غول الحنين حينما اقرأ قصيدة درويشية
أو أشاهد لقطة حزينة من فيلم قديم تذكرني بعاشق أيضًا قديم,
الآن بإمكاني أن أكون
حجرة صلدة لرصيف قرية مهجورة
أو قطعة معدنية بِكف ثري بدين,
الآن فقط أريد
أن انزع قلبي/مشاعري/إنسانيتي
أن أكون أي شيء
أحمق /تافه
بزوبعة هذا العالم المعاق
عدا أن أكون إنسان..!!

h1

ضجيج رتيب

فيفري 17, 2012

لاشيء أمامي الاّن سوى الضجيج الرتيب.
ذاتها الأشياء التي تتكرر كل يوم كمسلسل خليجي كئيب:
على أرضية الغرفة أوراق تقويم ممزقة بعشوائية.
جرائد مرّ على إصدارها أكثر من عام.
عشرة علب فارغة لمياة معدنية.
فناجين قهوة باردة لصديقة وعدتني أن تقرأ فنجاني و لم تأتي.
غبار مكتبتي المتخمة بكتب أغلب اصحابها قد ماتوا.
صفحة الأبراج “برج العقرب”
عروض مجحفة لعمل جديد .
هاتفي الذي يشبه لنبضات قلبي الخارج عن حدود التغطية.
رسائل مجهولة من عشاق إفتراضيون .
هدية قديمة من رجل يحتضر لم أشاهد مابجوفها حتى الاّن.
صراخ جارتنا الغاضبة دائمًا و ابداً.
أصوات تعلو لوجوه غير مرئية.
أهداب جفني سرقها مني الليل .
و العالم يرمقني من ثقب باب غرفتي
و يحاول أن يرعبني بطريقة فنتازية
و أنا أحشو  مسامعي بخيوط كفن قديم.
  احكم إغلاق الباب  أبتلع المفتاح
و أحاول أن أتصالح مع نفسي /روتيني و أنــام..