h1

الحرف الأول من هويتي

فيفري 17, 2012


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لم أقشر تفاحة في قاع الليل وأفكر في الله كما يفعل من أحببت
كنت في وهلة من اللاوعي أغزل الكثير من الإستفهامات
وأبحث عن مسار أكتب فيه من أنا!
وماحقيقة ماحولي يسألني العابرون من أنتِ ?وأقول لهم أنا:أنا
يعودون ويقولون من أنتِ
يخرسني الصمت وأهرب إلى مدينة عزلتي
كقاتل يهرب من كفوف العداله
أهرب كقنفذ يتكور ويخرجُ أشواكه لأصابع العابرين
ليترك جرح أبدي موشوم بكفوفهم
يقولون من أنتِ ؟ وأقول لهم أنا أنشودة الثمالى
أنا الشجرة طويلة الأغصان العارية من الأوراق
هل تعرفوني!ويقولون لانعرفك من أنتِ ؟
وأقول لهم:أنا الشهقة الأخيرة في أفواه الشهداء
أنا الأرض التي تفتش عن ظلها
تجاعيد الزمن الظالم في وجوه الجدات
أنا قمر غشاه الخسوف وحلت العتمة
العلامة الكبرى لموت قادم
أنا الأم الحنونة لجميع مشردين الأرض
أنا الوطن للوجوه المنبوذة
والأقدام النازحة والأيادي المعترضة
أنا البنت التي تزوجت بتابوت أزلي
الطفلة التي سقطت سهوًا من أسفل درك النار
أنا الوباء المنتظر لنهاية هذا العالم المعاق
شَعر أبيض في رأس عجوز طاعنة في السن
أنا ثوب عتيق معلقّ في مجزرة جماعية
نافذة تطلّ على مقبرة كبيرة
أنا صنبور حزين وحيد في أخر مغلسة للموتى
الخيط الأول في بياض الكفن
أنا اللحظة الأخيرة مابين الحياة والموت
السم القابع في عمق برجي العقرب
أنا طلاسم مبهمة في أصابعِ مشعوذ أسمر
أنا صراخ مجانين شهار
ونبرة الألم في حنجرة القيصر
أنا إبنة ارشيكجال الهة العالم السفلي
حيث يقيمون أصدقائي الأموات هناك
أنا حفيدة الثوار
وسلالتي تعود لجنية ونبي يغتسل من مطر الله
ويوزع خليطًا من الثورة والسحر والجنون
والحرية المفقودة تذاكر مجانية للعقلاء ,
وماسكبته أعلاه هو الحرف الأول من هويتي
هل أكمل ؟ وهل تعرفانني ؟
لم أسمع إلا أصداء أصواتهم يطرق جدران بيتي
وهم يولونني أدبارهم
و يقولون:عليكِ لعنة الرب
لا تكملين
لا نريد أن نعرفك ..لا نريد أن نعرفك ..
وأنتِ
أيتها العينان المنهكة التي تمشط بعثرة هدوئي
وتقرأني الأن
هل تعرفانني ؟