h1

بلد الطين و الأغلال

مارس 21, 2012

كان من الممكن أن نؤمن بكذبة الوطن
ونحرق تذاكر الهجرة للحرية البعيدة
نخضع لوطنيتهم الغبية
ونركل انسانيتنا عند أول حاوية .
كان من الممكن أن نصفق لهم كجميع الشعراء المطلبين
أن نمسح الغبار عن أحذيتهم الباهظة
والتي تعادل حينا بأكمله
أن نردد شعاراتهم الإستعباديه
ونصلي أمام مقابرهم.
كان من الممكن أن نتشاجر مع كل مسكين نواجهه 
وهو يقول”يلعنها من عيشه ومن بلد”
أن نخبره عن الذنب العظيم الذي أرتكبه
ونتهمه بالعماله السرية.
كان من الممكن أن نُبلغ عن الأصدقاء
في المقهى القديم وهم يتهامسون عن الفقر الذي يأكلنا
والبطالة التي نحتسيها كل صباح

ونخبرهم عن النفط 
الذي يتحدثون عنه ولم نراه.
كان من الممكن أن نرضخ لمطالبهم
أن نردد مايكتب في صحفهم الصفراء”حنا بخير”
نظهر في قنواتهم السخيفة
نحمل صورهم ونقبلُها ونصرخ ” نحبك يا…..”
كان من الممكن أن نسلم عقولنا و نرضى بعبوديتهم
أن نصمت على كل ظلم نعيشه و لانطالب بأبسط حقوقنا
في قليلًا من هواء نظيف يحاولون امتلاكه ايضًا.
كان من الممكن أن نعلم أبنائنا زيف تاريخهم
ونستمع لأغنيات تمجد عروشهم

كان من الممكن أن نبصق في وجه موظف الجوازات
عندما قال أهلًا بكم في بلد العدالة والحرية
ونقول له:عفوًا هل تقصد بلد الطين والاغلال؟
كان من الممكن أن نحرق كتُب العدالة والمساواة
ونتسبدلها بمنشورات كهنتهم الرجعية.
كان من الممكن أن نلعب معهم لعبة الصمت الطويل
ولانعارض قمعهم للحرية
أن نعيش الهراء أعلاة..
لكننا يارفيقي لن نفعلها أبدًا
لأننا خلقنا للحرية/ ونحمل شيئًا من الإنسانية..

h1

مارس 6, 2012

ثواب الأدبي

اصدارات أدبية
 ” احجية ابدية ” مجموعات شعرية جديدة الكاتبة السعودية سهام محمد العتيبي
” احجية ابدية ” للكاتبة السعودية سهام محمد العتيبي 
عن دار الفكر العربي
04-08-1433 05:19 PM

ثواب الادبي

اصدرت الكاتبة السعودية سهام محمد العتيبي كتابها الثاني تحت عنوان ” احجية ابدية ” وهو عبارة عن مجموعات شعرية صادر عن دار الفكر العربي للنشر والوزيع 2012 ويقع الكتاب في 120 صفحة من القطع المتوسط .من العناوين : “لستُ من الأرض ، مالذي يفعله الموتى في هذه اللحظة؟,قلب مستعمل ، الواحدة والقصف,تذكرة مغادرة، معجزة خلق البشر للبشر، شارع كورسو، شرقية خانقة، جنته المحتلة، دودة الفشل,البنت النرجسية، ذاكرة تستحضرك,من أنا؟ و نوبات صَرع” ليلتحق الاصدار بسموات الابداع بالقرب من اصدارها الاول ” فم النار ” ..
معرض الكتاب الدولي بالرياض –  رقم الجناح B33

 

View original post

h1

مالذي يفعله الموتى في هذه اللحظة ؟

فيفري 25, 2012

ميم أكتب لك في هذا المساء الموحش في هذه اللحظة المبللة بالعزاء أكتب لك على صوت باسط عبد الصمد وبكاء النساء وضجيج العجائز وهن يرددن :الله يرحمه مات في زهرة شبابه، أكتب لك و أمك غارقة في غيبوبة البكاء و شقيقتك تُرتب غرفتك تعد لك الشاي الذي تحب وتغني لك “بعدك على بالي ” لم تستوعب أنك بعد عدة ساعات سينشر إسمك في صفحة الوفيات و تسجل لك شهادة وفاة و تصبح ميت بشكل رسمي ,يالله من يصدق كل هذا أخبرني ياميم ؟ أعلم أنك تشعر بي وتقرأني برغم أنه قد مر على خبر وفاتك كما يقولون تسعة ساعات تمامًا و برغم أنك بارد كقطب شمالي في ثلاجة الموتى بالركن المهمل بمستشفى اليمامة، بعد أن أرهقوا قلبك الصغير بالتشريح و أعلم أنك غاضب جدًا لانهم لايفهمون لغتك و يتجاهلون صراخك و أنت تقول :صديق عمري طعن قلبي صديق عمري سرق مني حياتي لما لا تصدقون؟
أخبرني ما أحساسك عندما بادرت اليد الأقرب لك بمقتلك ؟ قلت لك ذات مساء بأن لا أحد يمكننا أن نثق به وبأن من نسميهم أصدقاء هم يحملون جانب عدواني أكثر من أعدائنا،بإمكانهم أن يسلبون منك قلبك ويدمروك بوحشية بحجة “انهم يمونون عليك” لكنك كنت تبتسم و تكتفي بالصمت و كأنك تخبرني بأن الايام ستثبت ذلك و العكس, لأكون على يقين بأن هذا العالم وحشي يعشق الدم و الدمار وصوت الخلاص، تعال ياميم و اصرخ في وجه هذا العالم الملعون ليتوقف عن ساديته و يجعلنا نعيش بسلام أثبت لهذا العالم أن المعجزات تحدث نهض من سباتك القصير يا ميم تعال و أخبر كل من حضر عزائك أنك لم تموت و احرق تابوتك المنتظر، أخبرهم أنك تمثل دور قصير في مسرحية تعتكف على كتابتها الآن ، أخبرهم أن صديقك الغبي لم يقتلك لأنك عارضته في بعض الاراء السخيفة، تعال سنلعب الغميمة مع رفاق الطفولة ونذهب للعم أبو صالح ليحكي لنا حكاية جديده قبل الغروب, سنركض في شوارع اشبيلية حفاة الاقدام و نشتري المثلجات و نسخر من العابرين كما كنا نفعل ، تعال ثمة أحلام كبيرة و مشاريع كثيرة رسمتها أصابعك تنتظر اتمامك لها، تعال وأخبرني مالذي يفعله الموتى في هذه اللحظة ؟ أقصد أنت بالتحديد؟

h1

حجرة صلدة

فيفري 22, 2012

الاَن أريد أن أعود طفلة تركض في أزقة الحي القديم
لا تخاف من غضب الشاحنات و صراخ العابرين,
الاَن استطيع أن استرق الحلوى من دكان مازن
دون أن أشعر بتأنيب ضميري لأرمي بين يديه نقود جمعتها
لأشتري دمية تشبهني لكنها لا تشعر وأصغر مني بكثير,
الاَن استطيع أن أدوس على نملة و لا أبكي
لأنني تسببت في ركلها بعيدًا عن أنياب الحياة المتوحشة,
الاَن استطيع أن اتجاهل شعوري بالحزن و الإختناق
عندما أرى طفل يبيع مياة معدنية أمام طريق الملك عبدالله
و يتسول أحيانا من العابرين,
الاّن أستطيع أن أقتل غول الحنين حينما اقرأ قصيدة درويشية
أو أشاهد لقطة حزينة من فيلم قديم تذكرني بعاشق أيضًا قديم,
الآن بإمكاني أن أكون
حجرة صلدة لرصيف قرية مهجورة
أو قطعة معدنية بِكف ثري بدين,
الآن فقط أريد
أن انزع قلبي/مشاعري/إنسانيتي
أن أكون أي شيء
أحمق /تافه
بزوبعة هذا العالم المعاق
عدا أن أكون إنسان..!!

h1

ضجيج رتيب

فيفري 17, 2012

لاشيء أمامي الاّن سوى الضجيج الرتيب.
ذاتها الأشياء التي تتكرر كل يوم كمسلسل خليجي كئيب:
على أرضية الغرفة أوراق تقويم ممزقة بعشوائية.
جرائد مرّ على إصدارها أكثر من عام.
عشرة علب فارغة لمياة معدنية.
فناجين قهوة باردة لصديقة وعدتني أن تقرأ فنجاني و لم تأتي.
غبار مكتبتي المتخمة بكتب أغلب اصحابها قد ماتوا.
صفحة الأبراج “برج العقرب”
عروض مجحفة لعمل جديد .
هاتفي الذي يشبه لنبضات قلبي الخارج عن حدود التغطية.
رسائل مجهولة من عشاق إفتراضيون .
هدية قديمة من رجل يحتضر لم أشاهد مابجوفها حتى الاّن.
صراخ جارتنا الغاضبة دائمًا و ابداً.
أصوات تعلو لوجوه غير مرئية.
أهداب جفني سرقها مني الليل .
و العالم يرمقني من ثقب باب غرفتي
و يحاول أن يرعبني بطريقة فنتازية
و أنا أحشو  مسامعي بخيوط كفن قديم.
  احكم إغلاق الباب  أبتلع المفتاح
و أحاول أن أتصالح مع نفسي /روتيني و أنــام..

 
h1

السيد موت

فيفري 17, 2012

 

السيد موت يزورني في بيتي كل صباح لا يستأذن أبدًا
ولا يجيء من ثقب باب الغرفة كالأصدقاء ولا من النافذة كاللصوص
لاأعلم من أين يحضر نفسه ويأتِ
بكل هدوء يجلس بمقعده المعتاد أمامي ويحتسي القهوة معي
ويشاركني قراءة الصحف السوداء
يوشوش لي أن ابدأ بصفحة الوفيات أولًا
لذلك معظم أيامي ملطخة بالضجر لإزدياد عددالوفيات
إلا إذا اعتذر بالتلذذ بالجماجم الذهبية أو بغفوة صغيرة
السيد موت سألني بخبث لماذا تحرقين كل التفاصيل البيضاء من حولك؟
قلت له البياض هو لون سرير الموت و نافذة المستشفى
ورداء طبيب مصاب بالسل لم يستطيع أن يعالج نفسه
هو لون المعقمات و الحقن المخدرة و الأقراص المؤدية إليك
هو لون الكفن لتغليف المسافرين للخلاص و الذاكرة الصلدة
هو لون ثوب عروس قاصرة مرهقة مغادرة إليك,
السيد موت يرسل لي بارقة دعوة لقصره
و العشاء على جثث أصدقاء أعرفهم و أصابع شعراء أقرأ لهم
يكحل عيني برمادهم و يغسل شعري بخمرة دمائهم ويرقص (تانقو) الموت أمامي,
السيد موت أهداني في الثاني من تشرين وردة ميتة
و كتب على حائط غرفتي بطلاء أظافري الأسود
يا أمي يا أختي يا صديقتي وشطب ماسبق
وقال :أعترف إني وقعت بثورة حبك المجنون
و كتب (ياحبيبتي أغار عليكِ من عينيكِ و رئتيكِ و أصابع يديكِ)
السيد موت يدخن الأفيون بِبقايا عظام جدتي الراحلة في الثاني من تموز
و يرمقني بعينيه من خلف نافذتي كل مساء
أصرخ بوجهه خذني إليك يتجاهلني
و يسرق مني من أحبهم على عجل و يرحل ..!!

 

h1

الحرف الأول من هويتي

فيفري 17, 2012


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لم أقشر تفاحة في قاع الليل وأفكر في الله كما يفعل من أحببت
كنت في وهلة من اللاوعي أغزل الكثير من الإستفهامات
وأبحث عن مسار أكتب فيه من أنا!
وماحقيقة ماحولي يسألني العابرون من أنتِ ?وأقول لهم أنا:أنا
يعودون ويقولون من أنتِ
يخرسني الصمت وأهرب إلى مدينة عزلتي
كقاتل يهرب من كفوف العداله
أهرب كقنفذ يتكور ويخرجُ أشواكه لأصابع العابرين
ليترك جرح أبدي موشوم بكفوفهم
يقولون من أنتِ ؟ وأقول لهم أنا أنشودة الثمالى
أنا الشجرة طويلة الأغصان العارية من الأوراق
هل تعرفوني!ويقولون لانعرفك من أنتِ ؟
وأقول لهم:أنا الشهقة الأخيرة في أفواه الشهداء
أنا الأرض التي تفتش عن ظلها
تجاعيد الزمن الظالم في وجوه الجدات
أنا قمر غشاه الخسوف وحلت العتمة
العلامة الكبرى لموت قادم
أنا الأم الحنونة لجميع مشردين الأرض
أنا الوطن للوجوه المنبوذة
والأقدام النازحة والأيادي المعترضة
أنا البنت التي تزوجت بتابوت أزلي
الطفلة التي سقطت سهوًا من أسفل درك النار
أنا الوباء المنتظر لنهاية هذا العالم المعاق
شَعر أبيض في رأس عجوز طاعنة في السن
أنا ثوب عتيق معلقّ في مجزرة جماعية
نافذة تطلّ على مقبرة كبيرة
أنا صنبور حزين وحيد في أخر مغلسة للموتى
الخيط الأول في بياض الكفن
أنا اللحظة الأخيرة مابين الحياة والموت
السم القابع في عمق برجي العقرب
أنا طلاسم مبهمة في أصابعِ مشعوذ أسمر
أنا صراخ مجانين شهار
ونبرة الألم في حنجرة القيصر
أنا إبنة ارشيكجال الهة العالم السفلي
حيث يقيمون أصدقائي الأموات هناك
أنا حفيدة الثوار
وسلالتي تعود لجنية ونبي يغتسل من مطر الله
ويوزع خليطًا من الثورة والسحر والجنون
والحرية المفقودة تذاكر مجانية للعقلاء ,
وماسكبته أعلاه هو الحرف الأول من هويتي
هل أكمل ؟ وهل تعرفانني ؟
لم أسمع إلا أصداء أصواتهم يطرق جدران بيتي
وهم يولونني أدبارهم
و يقولون:عليكِ لعنة الرب
لا تكملين
لا نريد أن نعرفك ..لا نريد أن نعرفك ..
وأنتِ
أيتها العينان المنهكة التي تمشط بعثرة هدوئي
وتقرأني الأن
هل تعرفانني ؟